الجمعة، 17 يونيو 2011


ماضى و حاضر و مستقبل

أستاذى الفاضل أن الأمم التى ليس لها ماضى محفور فى ذاكرة التاريخ و له شواهد من تراث و أثار إذا ما أرادت التفاعل مع حاضرها لتبنى مستقبلها فإنها تحتاج إلى الكثير الكثير لتأصل لنفسها جذور و أسس تبنى عليها لتبلغ مستقبل مرموق بين الأمم و لن نلوم من حكمنا و تحكم فينا فى العصر البائد بقدر ما نلوم أنفسنا لأننا تركنا الحبل على الغارب له و لثلة الأفاقين و الفاسدين و المفسدين أعداء المحروسة فى تاريخها و ثقافتها عن عمد أو جهل لا يغتفر ليبددوا تراث و أثار البلاد و يحاولوا محو الهوية و الثقافة فى أحد جوانبها بالأعتداء المجرم على القصور الملكية و مقتنيات أسرة محمد على الباعث لمصر الحديثة بعد تدنى أوضاعها فى نهايات العصر العثمانى و إذا ما كنا ننظر إلى الأمام و نصبوا إلى العدالة الأجتماعية فإن الحاكم ليس إلا فرد من أفراد الأمة ألقى على عاتقة مسؤلية القيادة لا ليحقق مكتسبات ذاتية له و للأسرته و المقربين له بل ليتشرف و يجد و يجتهد فى خدمة الأمة بأخلاص و تفانى الجهاد أبتغاء مرضات الله عز و جل و لا يكون من المنطقى و لا العدل أن ينعم و يترف الحاكم و عامة شعبه يعانى شظف العيش أو يسجل فى مستويات الفقر العالمى كما أنه لن يحط بقدر قامة بلدنا و نحن نمتلك القصور فى أن يكون حاكمنا و ضيوفه فى العدد المناسب من هذه القصور و توظف باقى هذه القصور فى الأستثمار لصالح البلاد بأكملها و إذا ما ثبت جرم بأدلة دامغة فى حق تراثنا و هويتنا و ثقافتنا و عموم ممتلكات الوطن فلا نطلب بأقل من تفعيل القوانين لأقامة العدل على أرض المحروسة

و الأن مع الموعد الأسبوعى لشعر جويدة

قـدمــت عمـــرك للأحــلام قـربــانــا
هل خانك الحلم.. أم أنت الذي خانا؟!كم عشت تجري وراء الحلم في دأب
وتـغــرس الحــب بـيـن النــاس إيمــانــا
كـم عـشت تهـفـو لأوطـان بـلا فــزع
وتـكـــره الـقيـــد مسـجونــا.. وسـجــانـــا
كم عشت تصرخ كالمجنون في وطـن
مـا عــاد يعـــرف غــير المــوت عـنــوانـــا
كم عشت تنبش في الأطلال عن زمـن
صـلـب العــزائــم يحيـي كــل مـا كـانـــا
كـم عـشـت تـرسـم للأطفـال أغنيــة
عـــن أمـــــة شــيـدت للـعــدل مـــيزانـــا
في ساحة المجد ضـوء مـن مآثرهـا
مــن زلـــزل الكـون أركـانــا.. فـأركـانـــا
صانت عهودا.. وثـارت عندما غضبت
وخـير مـن أنجبـت فـي الأرض إنسـانــا
سادت شعوبا.. وكانت كلما انتفضت
هـبــت عليـهــا ريـــاح الـغــدر عــدوانـــا
هانت علي أهلهـا من يوم أن ركعت
للغـاصبــين.. وويـــل المـــرء إن هــانـــا
يجري بنا الحلم فوق الريح.. يحملنا
ويـرســم الكــون فــي العيـنـيـن بسـتـانــا
حتـي إذا ما خبــا.. يـرتــاح فـي ســأم
وفـــوق أشـــلائــــه تـبكـــي خـطـايــانـــا
لا تســأل النهــر.. مــن بالعـجــز كبلــه؟
وكيــف أضحي هـوان العجـز تيجـانــا؟
لا تسأل النــاي.. من بالصمت أسكتـه
وكيف صارت' غناوي' النـاي أحزانـا؟
نـاي حزيـن أنـا.. قـد جئت فـي زمـن
أضحـي الغنــاء بـــه كفـــرا.. وعـصيــانــا
صــوت غـريـب أنــا.. والأفــق مـقــبرة
فـي كـل شــبر تـــري قتـلي.. وأكفــانـــا
هـذا هـو الفـجـر.. كالـقديـس مـرتحـلا
منكـس الـرأس بـيـن النــاس خـزيــانـــا
غنـيت عمـري.. وكــم أطربتكم زمـنــا
وكــم مـــلأت ضـفــاف النيـــل ألـحــانـــا
غنـيـت للحــب.. حتــي صـــار أغـنيــة
فــوق الشـفـاه.. وطــار النيـــل نشــوانـــا
كيـف البـلابـل غـابـت عــن شـواطئــه
وكيــف يحضــن مــاء النيــل غـربــانـــا؟
عار علي النيل.. هل ينساب في وهن
وتصبـح الأســد فـي شـطيـه جــرذانـــا؟
عـار عـلي النيـل يلقـي الكـأس منتشيـا
وكــل طفــل بـــه.. قـــد نـــام ظمــآنـــا!

ليست هناك تعليقات: