القول
أستاذى الجليل أستهل تعليقى بدعاء أللهم أجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه و ما كانت البلاغة فى الدعاء إلا لأدراك مسبق فى أن أصحاب القول من البشر كثيرون و أن القول أصناف ففيه الغث الرث و فيه الثمين النفيس كما أن المستمعون كثر فمنهم من يستمع لينعق بما يسمع و هو لا يدرى أخير هو أم شر و منهم من يستمع إلى كل قول حسن و لا يتبعون إلا الأحسن و للأسف أن لدينا فى مصر نخبة و أعلام يرجى منهم أن يأتونا بكل قول حسن للنهوض بالأمة فى أسلوب التفكير و التعبير و يحددوا لمن لم يتثقف بعد المفروض من المندوب و المحمود من المذموم فى ضروريات الأمور من غير تصيد أو تشهير أو بذائة أو تجريح و لكنهم فى معظمهم يعانون أزمة أخلاق تجتاح بر مصر المحروسة و التى نجم عنها الفساد البائد و دفع المصريين إلى الثورة و المطلوب منا نحن جمهور المستمعين أن نغبط صاحب كل قول حسن يؤهل البشر إلى ما ينفعهم فى الأرض و يرضى الله عنه فى السماوات العلا وننصرف عن ما دون ذلك لأنه يؤدى إلى المهالك و عندئذ سيجد أصحاب القول الرث أن بضاعتهم بائرة و السوق من حولهم أنفض فلابد من أنهم سيعيدون تأهيل أنفسهم إذا ما أرادوا الأستمرار فى معرض القول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق