الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

ساعتان و نصف


ساعتان و نصف

عدت لتوى من قضاء ساعتان و نصف شاهدت فيهما ما لم أشاهده من قبل و أختلجتنى أحاسيس و مشاعر لم تزورنى فى هذا المشهد منذ أن و لدت و عانقت الحياة على الأرض كما لاحظت أنفعالات و إيحاءات  و إيمائات المصرين من حولى فيما كنت فيه .
 لقد كان الطابور الذى يزيد طوله عن 50 متر للأنتخابات أعضاء مجلس الشعب المرحلة الثانية فى مدينة الأسماعلية عقب ثورة 25 يناير 2011 فقد كان الشيخ الهرم يأتى يتهادى بين ذراعى زويه ليدلى بصوته إيماناً منه مع نزاهة و شفافية الأنتخابات و الأشراف القضائى عليها فإنه يدلى بدلو عظيم فى رسم مستقبل أبنائه و أحفاده و كذلك كانت تفعل السيدة العجوز التى لا تقوى على المشى و حملت إلى لجنة الأنتخابات فى سيارة و المثير للشفقة رجالات الشرطة الذين بدى عليهم الهمة و نشاط الحركة يقدمون العون الأنسانى للمرضى و كبار السن و فى عيونهم الحسرة توحى لكل الحضور أنهم مازالون يقومون بمهامهم و لهم فى المجتمع دور إيجابى و كأنهم يتنصلون من الذين قتلوا المتظاهرين و أصابوا العيون و جرحوا الألاف و لسان حالهم يقول لعموم الشعب المصرى أن من فعل هذه الجرائم ليس منا و ليس كلنا سواء .
و لفت الأنتباه رجال و نساء يصطحبون أطفالهم و كأنهم ذاهبون إلى مهرجان للفرح و الأستمتاع بشئ ما مطمأنين لتأمين الجيش للأحوال و الأوضاع التى كان فى السابق لأستعلاء الشرطة و قمع البلطجية و الذى فاق كل ذلك نساء أتين يحملن أطفال رضع و بالطبع الشرطة تقوم معهم بالواجب الأنسانى من أجل هؤلاء الأطفال و يقدمونهن فى الدور مع رضا و قناعة الجميعأأأ .
و وقفت على باب لجنة الأقتراع التى تشهد أنتظام منقطع النظير عن الأيام السابقة البغيضة و فى مقدمة الطابور أميين يأخذون وقت يصل إلى الربع ساعة حتى ينتهون من الأقتراع و يعطونا أحساس بأنهم تاهوا فى ورقتى التصويت و ما أن دخلت اللجنة و أستلمت ورق التصويت حتى تفحصت الأختام فوجتها موجودة مع أبتسامة مشرقة من قاضى اللجنة الذى يرى أحدهم عنده وعى بالعملية الأنتخابية و ما يجب أن يكون فيها و بكل سهولة و يسر أستطعت أن أنهى التصويت فى ورقة قوائم الأحزاب و لكننى فى ورقة الفردى تهت مثلى مثل الأميين لكثرة المرشحين و حاولت البحث عن الرمز الذى أريده فتعثر على إيجاده فتحولت إلى قراءة أسماء المرشحين و بعد برهة وجدت أسم مرشحى الذى أريد و أنهيت عملية الأقتراع معرباً عن أسفى لأن الرموز بلون أزرق باهت غير واضحة فيتعزر على الأمى أن يجد من ينتخبه و خاصة رمز فردى مرشح الحرية و العدالة فكان رد قاضى اللجنة على يجب على كل ناخب أن يكون على ألمام برقم من يريد و يعلم رقمة فى الكشف و رقم لجنته فما كان منى إلا أن شكرته و أنصرفت من عرس الديمقراطية الوليدة من رحم ثورة يناير فما أروع أن تشعر بأنك حر و ليس عليك ضغوط و أن تكون فى توجس من تزوير صوتك و أرادتك أو فى حسرة أن يفرض عليك فاسدين و بلطجية شئ و أن كنت تقره و تريده ما أعظم أن يرسم المصريين كل المصريين خطوط مستقبلهم بأيديهم و محض أرادتهم البحتة دون وصاية أو سلب أرادة و عاشت مصر و شعبها حرة أبية فى عزة و كرامة و مستقبل مشرق بإذن الله 

ليست هناك تعليقات: