الأربعاء، 22 فبراير 2012


تكوين و أخلاق

أستاذى الجليل أن قوام فعاليات الحياة فى أى مكان على ظهر الأرض هو الأنسان و ما يحتويه مكنونه و فكره من تكوين و ما يتحلى به من أخلاق فإذا كان الأنسان فى تكوينه راقى مبدع مخلص و متفانى فى حب أنسانيته فإن فعاليات كل أفراد المجتمع مقدمين للخير لأنفسهم  و لشركاء المجتمع على قدم المساواة و العدل لا ظلم و لا جور أما إذا  كان من تولى سدة الأمر و طائفة معه خربى الذمم تملكتهم الأنانية و أسرفوا فى حب الذات و حرصوا على الخير لأنفسهم و لا يحرك فيهم ساكناً الظلم و الجور على الأخر فى المجتمع فهذا هو الفساد بعينه الذى يطيح بأى أستواء و أعتدال فى مؤسسات الدولة و المجتمع و تجد المستضعفين فى هذا المجتمع مقهورين صابرين صبر المكره و فى نهاية المطاف يثورون عندما تتساوى حياتهم مع الموت بفقدانهم الأحوال التى تحفظ للذات الأنسانية كنهها  و هذا ما حدث فى مصر المحروسة على وجه الدقة و لكى لا ننتحى ما هو أسوأ بعد أرهاصة ثورة 25 يناير فلابد من معالجة كل السلبيات و نبدأ بالأنسان و تكوينه و أخلاقه بالمؤثرات الحقيقية الفعالة كالمؤسسات الدينية و الأجتماعية و الأهلية النقية التى تبتغى أنسان المجتمع لا تسخير البلاد و المجتمع لحساب الأخر القاصى الذى يعيش خارج حدود البلاد أما الأعلام فهو بذاته يحتاج إلى علاج حتى يوجه هذه الوجهة النبيلة لأن الفساد متغلغل فيه إلى الترقى و الأمر سيأخذ وقت لأن بناء الأنسان أصعب من بناء منشأت و خاصة إذا كانت مكتسباته فيها ميل و أعوجاج أن لم يكن فيها أنحراف و لكن ليس هناك شئ صعب أن خلصت النوايا و أستنهضت الهمم و جد العمل طبقاً لبرامج محددة الخطوات و التواريخ و مدة التنفيذ أى بأختصار أدارة راقية حازمة و هذا صلب المفقود فى مؤسسات الدولة فهل سيجد الأنسان فى مصر الأهتمام الذى يليق بأنسانيته ؟

ليست هناك تعليقات: