تكوين و أخلاق
أستاذى الجليل أن قوام فعاليات الحياة فى أى
مكان على ظهر الأرض هو الأنسان و ما يحتويه مكنونه و فكره من تكوين و ما يتحلى به
من أخلاق فإذا كان الأنسان فى تكوينه راقى مبدع مخلص و متفانى فى حب أنسانيته فإن
فعاليات كل أفراد المجتمع مقدمين للخير لأنفسهم
و لشركاء المجتمع على قدم المساواة و العدل لا ظلم و لا جور أما إذا كان من تولى سدة الأمر و طائفة معه خربى الذمم
تملكتهم الأنانية و أسرفوا فى حب الذات و حرصوا على الخير لأنفسهم و لا يحرك فيهم
ساكناً الظلم و الجور على الأخر فى المجتمع فهذا هو الفساد بعينه الذى يطيح بأى
أستواء و أعتدال فى مؤسسات الدولة و المجتمع و تجد المستضعفين فى هذا المجتمع
مقهورين صابرين صبر المكره و فى نهاية المطاف يثورون عندما تتساوى حياتهم مع الموت
بفقدانهم الأحوال التى تحفظ للذات الأنسانية كنهها و هذا ما حدث فى مصر المحروسة على وجه الدقة و
لكى لا ننتحى ما هو أسوأ بعد أرهاصة ثورة 25 يناير فلابد من معالجة كل السلبيات و
نبدأ بالأنسان و تكوينه و أخلاقه بالمؤثرات الحقيقية الفعالة كالمؤسسات الدينية و
الأجتماعية و الأهلية النقية التى تبتغى أنسان المجتمع لا تسخير البلاد و المجتمع
لحساب الأخر القاصى الذى يعيش خارج حدود البلاد أما الأعلام فهو بذاته يحتاج إلى
علاج حتى يوجه هذه الوجهة النبيلة لأن الفساد متغلغل فيه إلى الترقى و الأمر سيأخذ
وقت لأن بناء الأنسان أصعب من بناء منشأت و خاصة إذا كانت مكتسباته فيها ميل و
أعوجاج أن لم يكن فيها أنحراف و لكن ليس هناك شئ صعب أن خلصت النوايا و أستنهضت
الهمم و جد العمل طبقاً لبرامج محددة الخطوات و التواريخ و مدة التنفيذ أى بأختصار
أدارة راقية حازمة و هذا صلب المفقود فى مؤسسات الدولة فهل سيجد الأنسان فى مصر
الأهتمام الذى يليق بأنسانيته ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق