الخميس، 9 فبراير 2012

فرحة بعد كبت و مرض


فرحة بعد كبت و مرض

أستاذى الجليل أن صاحبنا بالأوصاف التى ذكرتموها ما هو إلا مكبوت عانى ثم أفاق ليجد مجلس محظور عليه بل و كان محظور عليه حياة العامة و فجأة دون سابق تحضير يجد نفسه عضواً محترماً فيه بل الذى يدغدغ مشاعره و أحاسيسه و يجعله طفلاً مذهولاً أن يجد الغلبية فيه كحلم صيف كان يحلمه حقيقة واقعة و من أهل مبدأه فراح يؤذن و هو لا يدرى أن الأذن فى صلب دينه لا يرفع إلا فى المساجد الجامعة و بالقطع لا يرفع فى أسواق أو قاعات كما أنه نسى بالمرة أوقات الصلاة فى الفقه أن كانت على الوجوب و أحكامها و ظروفها أو على الجواز أو على القصر و من المفترض فى هذا الشخص أنه سلفى أى فقيه فيما كان عليه السلف فما أضر  و لا عرض إلا بنفسه لأن الدين السلامى الحنيف قائم بذاتة و ليس أحد منا حجة على الدين و أن شهد له بالتقوى و الورع فلنقل أنه الأعرابى الذى وجد راحلته التى عليها الماء و الطعام بعد فقدها فى صحراء و تملكه اليأس من الوصول إليها و ظن أن الموت قادم إليه لا محالة فنام كمدأً و حزناً فلما أفاق و جد راحلته أمامه فراح يهزى فى ذهول أللهم أنت عبدى و أنا ربك و هذا من شدة فرحه و لكن كان المنطقى و العقلانى أن يقول أللهم أنت ربى و أنا عبدك أما المرض العضال الذى نحن بأشد الحاجة فيه إلى أطباء يعالجون المجتمعات فهو التصيد و التربص و التأويل و التشهير لمجرد أن الأخر يختلف معنا فى الرأى أو المبدأ و كل ما فى رؤسنا من معطيات و مخرجات هو تشويهه و أقصاءه فلعنة الله على النظام البائد الذى أورثنا هذا السفه الذى ما برحنا لم نتخلص منه و ليتنا نولى القضايا المصيرية حقها فى النقاش البناء بدلاً من الجدليات العقيمة التى لا تجلب إلا خراب النفوس الذى يعقبه خراب الأوطان

ليست هناك تعليقات: