الثلاثاء، 19 أبريل 2011




نريدها
حينما يعزف عازف جمّل موسيقية من خارج النوتة التى يعزفها أفراد جوقته الموسيقية فأننا نسمع نشاز و عندما يغرد بلبل بمفرده خارج السرب فمن الصعب أن يصل صوته إلى مسامعنا و إذا كتبت تعليقاً و لم ينشر لى أدخل فى غياهب الحيرة و أسأل نفسى ترى هل أنا نشاز أم أننى مغرد خارج السرب ؟ بل أننى أتوه و أقر أننى مخدوع فى أوهام حرية الرأى و التعبير و أشعر بالحجر و الرقابة و خاصة أننى شاركت فيما يسمى بثورة 25 يناير التى تنادى بالحريات فستكون تعليقاتى المقتضبة لديكم تفعلون ما تشاءون بها أما تعليقاتى على ما أقرأ فستكون فى مدونتى "دمرداشيات " و تعليقى اليوم أستاذى الجليل نريدها ديمقراطية برلمانية ذات هوية عربية و مرجعية أسلامية مع مراعاة مرجعيات من يشاركونا الوطن فى النسيج الأجتماعى نعم أنها مطالب خمس كنتاج و مقررات ندوة نعقدها مع أنفسنا و يستقرأ لنا تاريخنا دواعيها فقد كنا قبل ثورة 25 يناير نرزح ستة عقود تحت حكم الحزب الواحد فى أولها شمولية و فى أواخرها أحتكار و أستبداد بالسلطة مصحوب بغش لأرادة الشعب و فساد مبطن بسرقات لثروات البلاد يعلوه قهر و أذلال و قمع بوليسى  لأطياف الشعب مع زرع الفتن بين فرقائه  و تجمعت و أحتقنت العوامل حتى أصبح المناخ العام مهيئ لثورة أنفجرت كالبركان الهادر  و مازالت توابعه نعيش فيها فإذا لم نتعامل بحكمة و موضوعية و شفافية و صدق مع الذات فيما نمر به فإن توابع هذه الثورة ستكون سلبية أيما سلبية محفوفة بمخاطر تهدد مصر و المصريين بل و المنطقة قاطبة و أول بلسم وترياق لهذه الحالة هو شفافية الديمقراطية التى يجب أن تدعى و تسيد فى نسيج عقدنا الأجتماعى السياسى الجديد و تطرح كل الأطروحات و يروج لكل الأفكار و  لا يعقد القرار إلا للأغلبية و لأننا تجرعنا الأمرين من حكم الفرد و سلطات الرئيس المطلقة و ليس لها مثيل إلا فى الأنظمة الدكتاتورية الفاشية فوجب علينا تحجيم هذه السلطات من خلال دستور جديد يدخل حيز التفعيل مع برلمان أكثر فاعليه و أداء لمسألة الرئيس و حكومته و محاسبته بل و تعمل المؤسسات التنفيذية و التشريعة و القضائية بأستقلالية تامة و لا نفوذ لسلطة على الأخرى و الفيصل فى كل الأمور مواد الدستور و القانون بحيث نتخلص من ماضينا الأليم و نتفرغ لمستقبلنا المنشود و إذا ما بحثنا فى مكونات الأصول و الأعراق التى تشكل النسيج الأجتماعى المصرى نجده عربى أصيل و لكى لا يحدث للشخصية المصرية فصام يؤدى إلى مشكلات فلابد لها أن تستقر بمعانقة أصلها العربى الغنى بجمال ما بعده جمال يدعوا إلى الفخر و قزم من يبحث خارج عروبته متنصل من أصله و هويته و إذا كان دين الغالبية العظمى من المصريين و الشعب المصرى متدين بفطرته عبر تاريخه الطويل و للدين فى نواحى حياته أثر بالغ فمن الحماقة بما كان أن نستبعد الدين فى مسيرة حياة هذا الشعب بل هى محاولة لسلخ مكون من مكونات شخصيته تكون عواقبها وخيمة و خاصة بعد ما كسر هذا الشعب حاجز الخوف و أصبح لا يأبه بأى شئ أو أى قوة تحاول أجباره على ما لا يريده و إذا ما كان فى المجتمع المصرى أقليات لا يصلح لها مرجعيات المسلمين فمن منطلق الحريات و الديمقراطيات أن لا يطبق عليه إلا ما يصلح لهم من مرجعياتهم الخاصة بهم أحتراماً لحقوقهم فى المواطنة كمصريين و بإجاز فإذا تحقق ما نريد فأعتقد أننا سننطلق إلى غد أفضل و ما عدا ذلك مما يدعوا إليه من الذين خسروا الكثير من جراء  الثورة فمهما تم تجميله و حاولوا فى تمريره فما هو إلا ردة إلى الوراء ستعطل المسيرة و قد تأتى على الأخضر و اليابس                                                                        

ليست هناك تعليقات: