الاثنين، 11 أبريل 2011

هذا المقال لصديق على الفيس بوك محمد الدسوقى و نال أعجابى بما يحتويه من وقائع و تحليل و نداء لأبناء أمة الأسلام فقررت نشره  فى  مدونتى و ليسامحنى أخى و إلا لن أكررها مستقبلاً

الناقمون على وحدة المسلمين

الناقمون على وحدة المسلمين أمرُهم محيِّر، ودعاواهم كثيرة؛ ولكنها بين شيئين: إما مغلَّفة بأسباب غير حقيقية؛ لإخفاء الأهداف المعادية، وإما أنها أوهام لا تلبث أن تضمحل أمام نور الحق.


ونحن مع ذلك نعترف بأن أي تقارب إسلامي سيلقى معارضةً من الشيوعية العالمية، ومن الصهيونية، ومن الصليبية؛ ولكن ما عذر العرب الذين يتلكؤون في سلوك هذه الطريق (طريق التضامن والتقارب والوحدة بين المسلمين)؟ لا شك أنهم تذرعوا بما تذرعوا به من أوهام، تبدو عند التمحيص أنها ليست ذات موضوعية.


قالوا: إنهم يخشَوْن من إثارة الدول المسيحية، وهذا القول على ما يبدو من منطقيته ظاهرًا، فهو غير وارد عند التأمُّل؛ فالدول المسيحية تنشر المدارس الصليبية، وتبثُّ العقائدَ المسيحية، وتبذل في ذلك الأموالَ الطائلة، وترسل المبشرين إلى كل مكان، وتنفق على الكنائس والدراسات المسيحية نفقاتٍ هائلةً، وترتبط دولُها بأحلاف سياسية وعسكرية واقتصادية، كحلف الأطلسي، والسوق الأوروبية المشتركة.
فإن الدعوة إلى التضامن بين المسلمين، أو إنشاء جامعة إسلامية بينهم، إنما تجد المقاومةَ الشديدة من أعداء الإسلام، وهؤلاء المتشدقون بالعروبة والمعارضون لتقارب المسلمين هم في الحقيقة أبواقٌ لأولئك الأعداء من الشيوعيين وغيرهم.
ونجد في الوقت الراهن أن من ألدِّ أعداء التقارب بين المسلمين المتزعمين للحركات اليسارية والمذاهب الشيوعية، التي يضفون عليها اسمَ الاشتراكية، وهي في مآلها الشيوعية الحمراء، وليس ما يردِّدونه من صدى للمعارضة الشيوعية الدولية إلا برهانًا على أنهم يلتقون معهم في خط واحد في نهاية المطاف، وأن حرصهم على تقطيع الأواصر الدينية والروابط الإسلامية دليلٌ على أنهم يهدفون إلى إحلال الشيوعية العالمية محلَّ الإسلام، وهذا ما أكدتْه الصحافة الروسية وغيرُها من صحف المعسكر الاشتراكي الشيوعي، ولم يعد هذا الشأن خافيًا؛ فقد أصبح معروفًا لكل متبصر.
وهؤلاء المدَّعون للعروبة عندما يتزعمون مقاومة كلِّ تقارب إسلامي، فإنهم لا ينعتون الدولَ الشيوعية بالاستعمار، مع أنهم يستعمرون بلادًا إسلامية واسعة، ويضطهدون المسلمين أعظمَ اضطهاد، ولا يعيبون عليهم تكتلاتِهم الإلحاديةَ، وأحلافَهم العسكرية كحلف وارسو؛ ولكنهم يصرون دائمًا على تشويه كل تعاون بين المسلمين أو مسعى لتضامنهم؛ وذلك خدمة للأهداف الشيوعية الماركسية.
وبعد هذا الواقع، هل يلتفت المسلمون إلى نعيق المعارضين لتجمع المسلمين وتآزرهم؟ أم أنهم قد وضح لهم ما يرمون إليه، وما يبيتونه من شرٍّ للأمة الإسلامية، فتصبح معارضتهم دافعًا للأمة الإسلامية نحو التعاون والتآخي والتضامن؟ وهذا ما يتمناه المخلصون لدينهم، والحريصون على مجْد أمتهم.

ليست هناك تعليقات: