الثلاثاء، 17 مايو 2011

  قصص اليهود فى القرآن 
   موسى عليه السلام 
       بداية الوحى
فينما هو كذلك ظهرت له ما ظنه نار من بعيد من الجانب الأيمن من الجبل
فقال : -  لزوجته يبشرها أمكثى لقد رأيت ناراً فأنى ذاهب لأتيكم منها بجمر و لهب لعلك تدفأى به و قد أجد عند النار من يدلنى على الطريق فلما أقترب من النار نودى أن الذى يخاطبك ويكلمك الله تعالى و أنك بالوادى المقدس فأخلع نعليك لأنه يجب أن تكون فى هذا الوادى حافياً لقدسية أرضه و أننى خصصتك بالكلام لأنه لم يتواضع لى أحد تواضعك و أسمع الآن ما أقول لك و أوحيه إليك أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له فوحدنى و قم بعبادتى من غير شريك و أقم الصلاة عند ذكرك لى و أن القيامة قائمة لا محالة لأجزى كل عامل بعمله فلا تتبع سبيل من كذب بالساعة و أقبل على ملاذه فى دنياه و عصى مولاه و أتبع هواه ممن وافقهم على ذلك فقد خاب و خسر و تهلك و تعطب و أما هذه التى فى يمينك عصاك التى تعرفها فسترى ما نصنع بها الآن و ما هى بالنسبة لك
 فقال : - موسى عليه السلام عصاى التى أعتمد عليها فى حال المشى و أهز بها الشجرة ليسقط ورقها لترعى غنمى و لى فيها مصالح ومنافع و حاجات أخرى غير ذلك
 فقال : -  الله عز و جل هذه العصا التى فى يدك يا موسى ألقها فصارت فى الحال حيه عظيمة أى ثعباناً طويلاً يتحرك حركة سريعة و تهتز كأنها جان و هو أسرع الحيات حركة و تمشى و تضطرب فمرت بشجرة فأكلتها و مرت بصخرة فأبتلعتها و سمع موسى عليه السلام  أصوات ما فى جوف الحيه فولى مدبراً فنودى يا موسى خذها فلم يأخذها ثم نودى ثانية خذها و لا تخف فلم يأخذها فقيل له ثالثة إنك من الآمنين فأخذها ثم قبضها فإذا هى عصاه التى عهدها ثم
 قال : - الله عز و جل لموسى عليه السلام أدخل كف يدك تحت عضدك ثم أخرجها ففعل فوجد يده تتلألأ كأنها فلقة القمر و كأنها مصباح و هنا أدرك موسى عليه السلام أنه لقى ربه عز و جل
 فقال : -  له ربه أدنه فلم يزل يدنيه حتى شد ظهره بجذع الشجرة فأستقر و ذهبت عنه الرعده و جمع يده فى العصا و خضع برأسه و عنقه ثم أمره الله عز و جل ان يذهب إلى فرعون ملك مصر الذى خرجت فاراً منه و هارباً فأدعه إلى الله وحده لا شريك له و مره فليحسن إلى بنى أسرائيل و لا يعذبهم فإنه قد طغى و بغى و آثر الحياة الدنيا و نسى الرب الأعلى و أنطلق برسالتى فإنك بعينى و سمعى و إن معك أيدى و نصرى و إنى قد ألبستك جنُّّةُ من سلطانى لتستكمل بها القوة فى أمرى فأنت جند  عظيم من جندى بعثتك إلى خلق ضعيف من خلقى بطر نعمتى و أمن مكرى و غرته الدنيا عنى حتى جحد حقى و أنكر ربوبيتى و زعم أنه لا يعرفنى فإنى أقسم بعزتى لولا القدر الذى وضعت بينى و بين خلقى لبطشت به بطشة جبار يغضب لغضبه السماوات و الأرض و الجبال و البحار فإن أمرت السماء حصيته و إن أمرت الأرض ابتلعته و إن أمرت الجبال دمرته و إن أمرت البحار أغرقته و لكنه هان على و سقط من عينى و وسعه حلمى و أستغنيت بما عندى و حقى  إنى أنا الغنى لا غنى غيرى فبلغه رسالتى و أدعه إلى عبادتى و توحيدى و أخلاصى و ذكر بأيامى و حذره نقمتى و بأسى و أخبره أنه لا يقوم شئ لغضبى و قل له فيما بين ذلك قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى و خبره أنى إلى العفو و المغفرة أسرع منى إلى الغضب و العقوبة و لا يروعنك ما ألبسته من لباس الدنيا فإن ناصيته بيدى فلا ينطق و لا يطرف و لا يتنفس إلا بإذنى و قل له أجب ربك فإنه واسع المغفرة و قد أمهلك سنين و فيها كلها أنت مبارزه بالمحاربة تسبه و تتمثل به و تصدًّ عباده عن سبيله و هو يمطر عليك السماء و ينبت لك الأرض و لم تسقم و لم تهرم و لم تفتقر و لم









تغلب و لو شاء أن يعَجَّل لك العقوبة لفعل و لكنه ذو أناة و حلم عظيم و جاهده بنفسك و أنما يحتسب أن تجاهده فإنى لو شئت أن آتيه بجنود لا قبل له بها لفعلت و لكن ليعلم هذا العبد الضعيف الذى قد أعجبته نفسه و جموعه أن الفئة القليلة و لا قليل منى تغلب الفئة الكثيرة بإذنى و لا يعجبك زينته ولا ما متعٌّ به و لا تمد إلى ذلك عينك فإنها زهرت الحياة الدنيا و زينة المترفين و لو شئت أن أزينك من الدنيا بزينة لعلم فرعون حين ينظر إليها أن مقدرته تعجز عن مثل ما أوتيت فعلت و لكنى أرغب بك عن ذلك و أزويه عنك و كذلك أفعل بأوليائى و قديماً ما جرت عادتى فى ذلك فإنى لأذودهم عن نعيمها و رخائها كما يذود الراعى الشفقيق إبله عن مبارك العزة و ما ذاك لهوانهم على و لكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتى سالماً موفوراً لم تكلّمه الدنيا و أعلم أنه لم يتزين فى الدنيا فانها زينة المتقين عليهم منها لباس يعرفون  به من السكينة و الخشوع سيماهم فى وجوههم من أثر السجود أولئك أوليائى حقاً حقاً فإذا لقيتهم فأخفض لهم جناحك و ذلل قلبك ولسانك و أعلم أنه من أهان لى ولياً أو أخافه فقد بارزنى بالمحاربة و بادأنى و عرض لى نفسه و دعانى إليها و أنا أسرع إلى نصرة أوليائى  أفيظن الذى يبارزنى أن يسبقنى أو يفوتنى و كيف و أنا الثائر لهم فى الدنيا و الآخرة و لا أكِل مصيرهم إلى غيرى فسأل موسى عليه السلام ربه عز و جل أن يشرح صدره فيما بعثه به فإنه قد أمره بأمر عظيم و خطب جسيم ببعثه إلى أعظم ملك على وجه الأرض إذ ذاك و أجبرهم و أشدهم كفراً و اكثرهم جنوداً و أعمرهم ملكاً و أطغاهم و أبلغهم تمرداً بلغ من أمره أنه لا يعرف الله و لا يعلم لرعياه إلهاً غيره و قد مكث موسى عليه السلام مدة وليداً فى داره فى حجر فرعون وعلى فراشه ثم قتل منهم نفساً فخافهم ان يقتلوه فهرب منهم أكثر من عشر سنين ثم بعد هذا بعثه ربه عز وجل إليهم نذيراً يدعوهم إلى الله وحده و يعبدوه وحده لا شريك له و
 قال : - موسى عليه السلام ربى إذ لم تكن عونى ونصيرى و عضدى و ظهيرى فلا طاقة لى بذلك و ذلك لما أصابه من اللثغ حين عرض عليه التمرة و الجمرة فأخذ الجمرة فوضعها على لسانه و لذا طلب من الله عز و جل ان يحل عقدة لسانه و سأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردءاً و يتكلم عنه بكثير مما لا يفصح به لسانه و علل موسى عليه السلام طلبه بأن يكون أخوه هارون ظهير له و أهل مشورته و أجمل طلبه بان يكونا من العباد الذاكرين لله كثيراً فآتاه الله عز وجل سؤله فحل عقدة من لسانه و نبئ هارون ساعتئذ حين نبئ موسى عليه السلام                                ( تابعونى فى الجزء التالى)

ليست هناك تعليقات: