السبت، 28 مايو 2011




  قصص اليهود فى القرآن
موسى عليه السلام وقارون

هو قارون بن يصهب بن قاهث وموسى عليه السلام بن عمران بن قاهث وكان يسمى المنور لحسن صوته بالتوراة و كانت مفاتيح كنوز قارون من جلود كل مفتاح مثل الإصبع كل مفتاح على خزانة على حدته فإذا ركب حملت على ستين بغلا أغر محجلا و وعظه فيما هو فيه صالحو قومه فقالوا : - على سبيل الإرشاد لا تفرح بما أنت فيه يعنون لا تبطر بما أنت فيه من المال و تكون من الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم و أستعمل ما وهبك الله من هذا المال الجزيل والنعمة الطائلة في طاعة ربك والتقرب إليه بأنواع القربات التي يحصل لك بها الثواب في الدنيا والآخرة ولا تنسى نصيبك من مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح فإن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولزورك عليك حقا فآت كل ذي حق حقه و أحسن إلى خلقه كما أحسن هو إليك و لا تكن همتك بما أنت فيه أن تفسد به الأرض وتسيء إلى خلق الله فإن الله لا يحب المفسدين
و كان جواب قارون لقومه حين نصحوه وأرشدوه إلى الخير أنا لا أفتقر إلى ما تقولون فإن الله تعالى إنما أعطاني هذا المال لعلمه بأني أستحقه ولمحبته لي فتقديره إنما أعطيته لعلم الله في أني أهل له فقد كان قارون يعرف الإسم الأعظم لله فدعا الله به فتمول بسببه و
 قال : - لولا رضا الله عني ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا المال
وخرج ذات يوم على قومه في زينة عظيمة وتجمل باهر من مراكب وملابس عليه وعلى خدمه وحشمه فلما رأه من يريد الحياة الدنيا ويميل إلى زخرفها وزينتها فتمنوا أن لو كان لهم مثل الذى أعطي و
 قالوا :- أنه لذو حظ وافر من الدنيا فلما سمع مقالتهم أهل العلم النافع
قالوا : - لهم أن جزاء الله لعباده المؤمنين الصالحين في الدار الآخرة خير مما ترون فإن الله تعالى



 قال : - أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولا يلقى هذه الكلمة إلا الصابرون عن محبة الدنيا الراغبون في الدار الآخرة
و أعطى قارون أمرأة بغيا مالا على أن تبهت موسى عليه السلام بحضرة الملأ من بني إسرائيل وهو قائم فيهم يتلو عليهم كتاب الله تعالى
فتقول : - يا موسى إنك فعلت بي كذا وكذا فلما قالت ذلك في الملأ لموسى عليه السلام أرعد من الفرق وأقبل عليها بعد ما صلى ركعتين ثم
قال : - أنشدك بالله الذي فرق البحر وأنجاكم من فرعون وفعل كذا وكذا لما أخبرتني بالذي حملك على ما قلت
 فقالت : - أما إذا أنشدتني فإن قارون أعطاني كذا وكذا على أن أقول ذلك لك وأنا أستغفر الله وأتوب إليه فعند ذلك خر موسى لله عز وجل ساجدا
و خرج قارون على قومه في زينته وهو راكب على البغال الشهب وعليه وعلى خدمه ثياب الأرجوان المصبغة فمر في محفله ذلك على مجلس نبي الله موسى عليه السلام وهو يذكرهم بأيام الله فلما رأى الناس قارون انصرفت وجوههم نحوه ينظرون إلى ما هو فيه فدعاه موسى عليه السلام و
قال : - ما حملك على ما صنعت
فقال : - يا موسى أما لئن كنت فضلت علي بالنبوة فلقد فضلت عليك بالدنيا ولئن شئت لنخرجن فلتدعون علي وأدعو عليك فخرج موسى وخرج قارون في قومه





 فقال : - موسى عليه السلام تدعو أو أدعو أنا
 فقال : - بل أدعو أنا فدعا قارون فلم يجب ثم
قال : - موسى أدعو أنا ؟
 قال : - قارون نعم
فقال : - موسى عليه السلام أللهم مر الأرض أن تطيعني اليوم فأوحى الله إليه أني قد فعلت
 فقال : - موسى عليه السلام يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى أقدامهم ثم
قال : - خذيهم فأخذتهم إلى ركبهم ثم إلى مناكبهم ثم قال أقبلي بكنوزهم وأموالهم فأقبلت بها حتى نظروا إليها ثم أشار موسى عليه السلام بيده ثم
 قال : - أذهبوا بني لاوى فأستوت بهم الأرض و أنه يخسف بهم كل يوم قامة فهم يتجلجلون فيها إلى يوم القيامة و ما أغنى عنه ماله ولا جمعه ولا خدمه وحشمه ولا دفعوا عنه نقمة الله وعذابه ونكاله ولا كان هو في نفسه منتصرا لنفسه فلا ناصر له من نفسه ولا من غيره  و الذين لما رأوه في زينته
« قالوا يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون إنه لذو حظ عظيم »
 قالوا : -  ليس المال بدال على رضا الله عن صاحبه فإن الله يعطي ويمنع ويضيق ويوسع ويخفض ويرفع وله الحكمة التامة والحجة البالغة فالله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم أرزاقكم وإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب و  لولا لطف الله بنا وإحسانه إلينا لخسف بنا كما خسف به لأنا وددنا أن نكون مثله أنه كان كافرا ولا يفلح الكافرون عند الله لا في الدنيا ولا في الآخرة

ليست هناك تعليقات: