الأربعاء، 18 مايو 2011


قصص اليهود فى القرآن                                         
   موسى عليه السلام 

و أندفع موسى عليه السلام حتى لقى هارون عليه السلام فأنطلقا جميعاً إلى فرعون فأقاما على بابه حيناً لا يؤذن لهما إلا بعد حجاب شديد ولقد كان بين نبى الله موسى عليه السلام و فرعون و قومه من قبط مصر مناظرة
 قال : - فيها موسى عليه السلام أرسلنى الله خالق كل شيئ و ربه و مليكه وأنا حريص أن لا أقول على الله إلا الحق لأننى أعلم عز جلال الله و سلطانه و قد أعطانى الله حجة قاطعة دليل على صدق ما جئتكم به  فأطلق من أسرك و قهرك بنى أسرائيل و دعهم و عبادة ربك و ربهم  فإنهم من سلالة نبى كريم ( إسرائيل) و هو يعقوب بن أسحاق بن أبراهيمخليل الرحمن ( عليهم صلوات الرحمن )
فقال : - فرعون لست بمصدقك فيما قلت و لا بمطيعك فيما طلبت فإن كانت معك حجة فأظهرها لنراها إن كنت صادقا فيما أدعيت فألقى موسى عليه السلام عصاه فتحولت إلى حية عظيمة فاغرة فاهها مسرعة الى  فرعون  فلما رأى فرعون أن الحية قاصدة إليه أقتحم عن سريره  و أستغاث بموسى عليه السلام ان يكف الحية عنه ففعل ثم اخرج موسى عليه السلام يده من كمه فخرجت بيضاء تتلألأ من غير برص و لا مرض ثم اعادها الى كمه فعادت الى لونها الأول
 فقال : - السادة من قوم فرعون موافقين لقول فرعون بعد ما رجع اليه روعه و استقر على سرير مملكته "ان هذا لساحر عليم" و تشاوروا فى أمره ماذا يصنعون ؟ و كيف تكون حيلتهم فى اطفاء نوره و اخماد كلمته و ظهور كذبهم و افترائهم و تخوفوا من ان يستميل الناس بسحره فيما يعتقدون انه سحر فيكون ذلك سببا لظهوره عليهم و اخراجهم إياهم من ارضهم و اتفقوا نهاية التشاورعلى ان يبقى موسى  و يرسل فرعون فى الاقاليم و معامل مملكته و يجمع السحرة وقد كان السحر فى زمانهم غالبا كثيرا ظاهرا و أعتقد من أعتقد منهم و أوهم من أوهم منهم ان ما جاء به موسى عليه السلام من قبل شعوذة سحرتهم فلهذا جمعوا السحرة ليعارضوه بنظير ما أراهم من البينات و تشارط السحرة على فرعون ان غلبوا موسى ليثيبنهم و ليعطينهم عطاء جزيلا فوعدهم فرعون و مناهم ان يعطيهم ما  أرادوا و ليجعلنهم من جلسائه المقربين عنده  و بارز السحرة موسى عليه السلام اما ان تلقى عصاك و اما ان نكون نحن الملقين
 فقال : - موسى عليه السلام بل ألقوا أنتم أولا قبلى و الحكمة فى هذا والله اعلم ليرى الناس صنيعهم و يتأملوه فاذا فرغوا من بهرجهم جاء الحق الواضح الجلى فيكون أوقع فى النفوس و أصطف خمسة عشر ألف ساحرا ثم ألقى كل رجل منهم ما فى يده






من الحبال و العصى فاذا هى حيات تسعى كأمثال الجبال قد ملأت الوادى يركب بعضها بعضا فكان أول ما اختطفوا بسحرهم  بصر موسى و بصر فرعون ثم أبصار الناس "فأوجس فى نفسه خيفة موسى" فأوحى الله تعالى الى عبده و رسوله موسى عليه السلام فى ذلك الموقف العظيم الذى فرق فيه بين الحق و الباطل و يأمره بان يلقى ما فى يمينه و هى عصاه فما مرت بشيئ من حبالهم  و لا من خشبهم الا ألتقمته فعرفت السحرة ان هذا أمر من السماء و ليس هذا بسحر فخروا سجدا و قالوا "أمنا برب العالمين رب موسى وهارون " ثم أخذ موسى عليه السلام عصاه فاذا هى عصا فى يده كما كانت فتوعد فرعون لعنه الله السحرة لما آمنوا بموسى عليه السلام و أدعى أمام عامة و رعاع دولته الجهلة أنما غلبة موسى للسحرة أنما عن تشاور و تراضى بينه وبين السحرة و هو يعلم و كل من له لب يعلم ان هذا الذى قاله من أبطل الباطل لان موسى بمجرد ان جاء من مدين دعا فرعون الى الله و أظهر المعجزات الباهرة و الحجج القاطعة على صدق ما جاء به فعند ذلك أرسل فرعون فى مدائن ملكه و معاملة سلطنته فجمع السحرة متفرقين من سائر الأقاليم ببلاد مصر ممن أختار هو و الملأ من قومه و احضرهم عنده و وعدهم بالعطاء الجزيل و قد كانوا أحرص الناس على ذلك و على الظهور بمقام رفيع و التقدم عند فرعون كما أن موسى عليه السلام لا يعرف أحد منهم و لا رآه و لا أجتمع به و فرعون يعلم ذلك و قوم فرعون صدقوه لأنهم من أجهل خلق الله و أضلهم و ألقى فرعون تهمة العقاب على السحرة بأنهم أتفقوا مع موسى ليخرجوا بنى اسرائيل من الارض و تكون لهم دولة و صولة و
 قال : - سوف أعاقبكم بتقطيع  أرجلكم و أيديكم من خلاف أى يد يمنى مع رجل يسرى و العكس و سوف أصلبكم فى جذوع النخل فكان رد السحرة أفعل يا فرعون ما تريده بنا من العذاب لأننا تحققنا من أننا إلى الله راجعون و أن عذابه و نكاله أشد و أكبر من عذابك و نكالك و نسأل الله الثبات و الصبر متابعين لموسى عليه السلام فكانوا اول النهار سحرة و فى آخره شهداء أبرار  ( تابعونى فى الجزء التالى)
أستفاقة
أستاذى الجليل أن الأنظمة الدكتاتورية القمعية الباطشة بكل ألوان البطش لشعوبها لم تدرى و لم تستوعب و لن تفهم أن نهاية النفق لأسلوبها فى ظل عالم مفتوح السماوات و أصبح كقرية صغيرة أن تستفيق الشعوب و تتكرس لديها المرارة التى تنزع عنها رداء الخوف و هذا بمفرده كفيل بالأطاحة بهذه الأنظمة مهما كان قوتها و تشبثها و عنفوانها و ألتواءها و مراوغتها و تعددت الصور سواء كانت فى ليبيا أو اليمن أو سوريا حتى عندنا فى مصر لكن المحصلة النهائية ستكون واحدة و هى زوال الأنظمة و قدوم الجديد الذى سيتربع ليؤتى ثماره التى ترجوها الشعوب و قد أشرت من قبل فى حدود علمى المتواضع أن الثمن سيكون فى سوريا باهظ التكلفة لتمكن مخالب النظام من البلاد بأسلوب وحشى و الله أسأل لشعب سوريا الثبات و الصبر على البلاء حتى بلوغ المراد بعد أن أعلن النظام عن نفسه أمام العالم الذى أقر بفقدانه للشرعية و الأهلية للحكم و أن صلاحيته قد أنتهت بما يقدمه لشعب سوريا فى الوقت الراهن

ليست هناك تعليقات: